المولد النبوي الشريف: إشراقة النور في عالم يسوده الحقد والكراهية

  • بتاريخ : أغسطس 30, 2025 - 3:02 م
  • الزيارات : 617
  • بقلم: مريم مستور:

    يُصادف المسلمون في هذه الأيام ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي غيّر مجرى التاريخ وأضاء للبشرية دروب الهداية. وُلد النبي الكريم في عام الفيل بمكة المكرمة يتيم الأب، ثم فقد أمه وهو في سن صغيرة، ليعيش تجربة اليتم التي صقلت قلبه بالرحمة وجعلته قريبًا من الفقراء والمستضعفين.

    شبّ محمد صلى الله عليه وسلم في مجتمع تغلب عليه الجاهلية، ومع ذلك تميز منذ صغره بالصدق والأمانة حتى لُقّب بـ”الصادق الأمين”. وعندما بلغ الأربعين، نزل عليه الوحي في غار حراء، ليبدأ أعظم رسالة عرفتها الإنسانية، رسالة التوحيد والعدل والرحمة.

    من أبرز محطات السيرة النبوية وقوف أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها إلى جانب الرسول الكريم في بدايات الوحي. فقد كانت أول من آمن به وصدق دعوته، فخففت عنه ثقل الرسالة وأكدت له أن الله لن يخذله أبدًا. هذا الموقف العظيم يبرز دور المرأة في مساندة الرسالة والدعوة منذ اللحظات الأولى.

    عبقرية الرسول صلى الله عليه وسلم تجلت في حكمته القيادية وقدرته على إدارة الأزمات وبناء مجتمع يقوم على العدل والمساواة. أما أخلاقه فقد كانت مدرسة إنسانية خالدة، إذ قال الله تعالى فيه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. ومعجزته الكبرى، القرآن الكريم، ستظل نبراسًا يوجه الإنسانية نحو القيم النبيلة.

    إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف لا يقتصر على الاحتفال التاريخي، بل يتعداه ليصبح ضرورة في زمن تتصاعد فيه موجات الكراهية ضد المسلمين، خاصة في الغرب حيث تستهدف الجاليات المسلمة حملات عنصرية يقودها اليمين المتطرف. إن الرد على هذه الحملات يكون باستحضار القيم التي جاء بها الرسول الكريم: التسامح، التعايش، والرحمة.

    فكما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، تبقى رسالته أعظم دليل على أن الإسلام دين سلام ومحبة، وأن الكراهية لا تُدفع إلا بالمحبة والأخلاق الرفيعة.