رسالة إلى من يجهل المغرب: الملك خط أحمر، والوطن محصّن بعقد البيعة والإيمان

  • بتاريخ : أغسطس 26, 2025 - 9:03 م
  • الزيارات : 606
  • بقلم: مريم مستور:

    في الوقت الذي تتهافت فيه بعض الأقلام الغربية على بثّ الإشاعات والافتراءات، خرجت جريدة لوموند الفرنسية يوم الاثنين 25 غشت، بمقال مثير تحت عنوان: «أجواء نهاية عهد محمد السادس». مقال حاول أن يصوّر المغرب وكأنه على حافة الفراغ، متخذاً من الحالة الصحية لجلالة الملك العمود الفقري لرواية باهتة، دون أدلة جديدة، بل بالاعتماد على مقالات قديمة لصحفيين معروفين بعدائهم المزمن لكل ما هو مغربي.

    لكن المغرب ليس من تلك الدول التي تُرهبها عناوين الصحف. المغرب أمة ممتدة في التاريخ، دولة ذات مؤسسات راسخة، وشعب مرتبط بعرشه ببيعة شرعية هي جزء من عقيدته وإيمانه.
    الله، الوطن، الملك ليست مجرد شعار عند المغاربة، بل هي عقيدة راسخة في القلوب قبل أن تكون كلمات تزين المقررات واللافتات.

    ولمن يحاول أن يزرع الشك: فالملك محمد السادس لم ولن يتخلّف عن واجبه، مهما كانت الظروف الصحية أو السفرات. فالتاريخ الحديث والوقائع شاهدة: ترؤس جلالته للمجالس الوزارية، افتتاح البرلمان، الحضور في القمم الدولية، إدارة كبرى للملفات الإستراتيجية، مواجهة الكوارث الوطنية من زلزال الحوز إلى جائحة كورونا، وتوجيهات مباشرة خلال أزمة الطفل ريان التي أبكت العالم.

    وليعلم من يروّج للسيناريوهات المظلمة أن المرض لم يمنع زعماء كباراً من قيادة أممهم نحو المجد: روزفلت قاد حرباً عالمية وهو على كرسي متحرك، وتشرشل تصدّى لألمانيا النازية رغم هشاشة صحته.
    فما بالك بملك تربّى على البيعة والعهد، ويقف خلفه شعب متمسّك بدينه وملكه ووطنه حتى آخر رمق؟

    إن المغرب ليس مجرد جغرافيا، بل رسالة حضارية ممتدة منذ أكثر من اثني عشر قرناً، وملكيته العلوية ليست خياراً سياسياً بل عقداً دينياً ووطنياً متجذراً في وجدان الأمة.
    ومن يظن أن المغاربة قد يتنازلون عن معتقداتهم الدينية أو ثوابتهم الوطنية، فهو واهم. الشعب المغربي سيظل يقاتل بكل ما يملك دفاعاً عن الله، وعن الوطن، وعن الملك، لأنه يؤمن أن هذه الثلاثية ليست شعاراً، بل مصيراً لا رجعة فيه.

    ولمن يريد أن يطمئن أو يراهن على غير ذلك، نقولها بوضوح:

    المغرب خط أحمر، والملك محمد السادس رمز الأمة. ومن تسوّل له نفسه التشكيك في ذلك، فليستعد لمواجهة شعب لا يساوم في دينه ولا في وطنه ولا في عرشه.